coffee

coffee

Saturday, June 21, 2014

الصبغة القاتلة




خلقنا الله لنكون له خلفاء على الارض
اليس هذا ما يقوله الكتاب المقدس....؟؟؟؟

خلفاء نعم..............لكن بشر

نفخ فينا من روحه و نورانيته
و لكننا فانون.........وهو باق
هالكون..............وهو مستمر
لدينا قوى خارقة....لكننا ضعفاء
خلفاء............و لكن لسنا حكماء
خلفاء............والحقيقة أننا خرقاء

الصبغة الفانية فى أرواحنا أعمتنا
فأصبحنا سجناء للرغبات

الفانون لهم رغبات....نعم
فمن يموت غدا....يريد أن يملك اليوم
يتجبر فى الصباح  ليموت فى المساء

نتخيل أننا ملكنا كل شىء
و الحقيقة أننا فقراء
يكفى أن يموت المرء و يصبح مقبورا
ليجد نفسه فقيرا محووجا ممدود اليدين
حزين وحيد بعد حياة صاخبة مليئة بالبشر
فلقد تعود الانسان أن يعتمد على فانون مثله
نعم إنها الحقيقة و الطبيعة الغامضة
خلقنا لنحتاج و الاحتياج مذلة حتى بعد الموت

قاتل خفى...يتلوى بين ضلوعك
يقبض على قلبك فيختنق الدم به
يحبس أنفاسك فتنفجر
و الحكمة به لا تدرك
فالقلب له حجرتين لا غنى عن واحدة
ينبضان فيكملان بعضهما بلا كلل أو ملل
حجرتان تحتاجان الى دفقة دماء من أجل الحياة
كل ثانية لها ثمن حتى يعيش القلب و يقوى الانسان على الحياة حتى الفناء

كل خلية فى جسد الانسان تحتاج الى مثيلتها لتكمل النسيج البشرى

العين تحتاج الاخرى لتعطيك رؤية اوضح و أكمل

و الاصغر يشكل الاكبر
فنحن مثل قلوبنا و أنسجتنا وأعيننا.......نحتاج
خلقنا الله ناقصين و الكمال له وحده

و برغم نقصك إعتقدت أنك الخليفة المطاع
بيدك الموت و الحياة
الحكم و التحكم فى الفانين

انها الصبغة القاتلة
النقص.....الإحتياج.....التجبر......الفناء

Tuesday, June 10, 2014

أنا العار....أنا الفضيحة ♀

انا اللى يوم ما إتولدت كان ميتم
و الحزن ساد فى البيت والاسود بقى لون الوشوش من الخجل
جبنا بنت.........يادى المصيبة

بس مش مشكلة...أهى تبقى خدامة أهلها و إخواتها فى البيت و هنشوفلها عوزة

----------------------------------------------

أنا اللى أمى جرجرتنى من إيديا بالعافية و كتفتنى
عشان يقطعوا حتة من جسمى
أصله لازم....
أصل أنا كائن أقل من الحيوان فى الانظار...مجرد فضيحة و عار
و مقدرش أسيطرعلى غريزتى
مش من حقى أحس او أستمتع....ليه و أنا مجرد أداة لغيرى مش اكتر من يوم ميلادى
يبقى التشويه الجسمانى نصيبى.......ده عدل الدنيا و الناس

انا للى إتختنت و إتالمت و نزفت و إنا لسة زهرة مفتحتش

--------------------------------------------------------------------------------

أنا اللى إتحرمت من التعليم بحجة إننى مينفعش أخرج من البيت لاجيب لاهلى فضيحة
وأخرج ليه مانا مسيرى لبيت واحد غريب أهلى هيجيبوه عشان يكمل عليا السواد
و قعدت فى البيت عشان أخدم أهلى و إخواتى...أغسل و أكنس و أمسح

-----------------------------------------------------------------

أنا اللى فى طفولتى إتالمت و نزفت
 نزفت تانى أو أولانى... مش فارقة
سألت المرة دى ليه...؟؟؟!!!
قالولى مانتى خلاص بقيتى ست و خراط البنات خرطك ...و ده ليه شروط
قلتلهم اللى هية ايه..؟؟
قالولى يعنى مفيش خروج , مفيش لعب , مفيش كلام مع حد
ليه دانا لسة كنت لغاية إمبارح بلعب و بتنطط مع العيال بقى النهاردة أتحرم من طفولتى ..؟؟؟!!!!

و بقى الالم و النزيف ليا صاحب لحد الموت

------------------------------------------------------

أنا اللى جابولى عريس و انا لسة صغار و بلعب فى الغيط
بيقولولى خراط البنات خرطك و لازم تتلمى
و جوازك على عيل عنده 18

طب أزاى و انا معرفش يعنى إيه جواز..؟؟؟

و بقى اغتصابى  مقنن على سنة الله و رسوله و رضا أهلى
و المنديل دليل العفة

----------------------------------------

أنا اللى لما كان نفسى العب رياضة , إتقالى :
لا معندناش الكلام ده...إنتى عايزة متبقيش بنت و شرفك يضيع ......؟؟؟
سألت يعنى ايه الشرف.....؟؟؟
قالولى ده حتة بصمة خلقها ربك و بنعتبرها كل شىء فى الدنيا و أغلى من حياتك و جسمك
قلت أمرى لله

-----------------------------------------------------------

انا اللى غلطتى بألف و غلطة أخويا حلوة على القلب و ملعوبة
مصيبته تأكد إنه راجل و مصيبتى تستاهل الحرق
و يبقى مصيرى القتل

------------------------------

أنا اللى إتقتلت من غير ما أتسال
 لمجرد الشك فى إننى ممكن اكون بحب

أصل جرايم الشرف عندنا بتشرف وسط الناس

-----------------------------------------------------

أنا اللى إتحاربت فى لقمة عيشى و شغلى عشان أنا ست
لا لا ست ايه...............أنا أصلا حرمة و مليش لازمة

--------------------------------

أنا اللى بصرف على بيتى وعيلتى
و شايلة حمول الدنيا فوق كتافى
و فى الاخر أنا ناقصة

--------------------------------------------------------

أنا اللى رأيى ملوش لازمة لاننى موصومة كدب إننى ناقصة
عشان ساعات دموعى تسبق كلامى

----------------------------

أنا اللى بيتقال عليا دينى ناقص
عشان بذرة خير و خصوبة زرعها ربى جوايا عشان أعمر الارض
و اغمر الدنيا بالحنان
و البذرة لما تكبر تلومنى على الحصاد

--------------------------------------




أنا اللى حياتى على المشاع و أسرارى...
اسرار إيه ..أنا أصلا مينفعش يكون ليا أسرار
مينفعش يكون ليا رأى
و يكون ليا رأى ليه لما هييجى راجل يلمنى و هيبقى رأيى رأيه يا إما يبقى يومى إسود

--------------------------------------------------------

أنا اللى لو راجل حس إننى أذكى منه او بهدد عرش رجولته
 يخاف مننى و يبعد و يقول عليا إننى خطيرة و أخوف و مينفعش يتجوزنى و يربط نفسه بيا و يدور على واحدة تكون غبية أو بتمثل الغباء
طبعا..ما هى دى اللى تنفع زوجة
إنما أنا.......................................لا طبعا

----------------------------------------------------------


أنا اللى لو كنت طموحة  و طموحى برة إطار الجواز و العيال ,
أبقى خطر و المجتمع يلفطنى و يعتبرنى شاذة لاننى مش ماشية على خطاه و فى ديل القطيع

-------------------------------------------------------

أنا اللى لو كرهت الانسان إللى إتفرض عليا و حبيت أمشى
أخسر كل شىء
و يتقال عليا ناشز
و أتجاب لبيت الطاعة عشان أبقى مجرد جارية بالكرباج لواحد سادى مجنون

-----------------------------
 أنا اللى لو ربنا كرمنى و إتطلقت
الناس تبصلى إننى صيد سهل ممكن اى كلب يقرب منه
و ياخد حتة

-----------------------------

أنا اللى لما حبيت أتمرد قهرونى
حتى فى ميدان ثورتى قهرونى وإغتصبونى
إستغلونى وإستباحوا عرضى
♀♂قالولى إنتى اصلا ملكيش لازمة
♀♂إيه اللى خرجك من بيتك
♀♂عاملة نفسك ثورجية
♀♂فاهمة نفسك راجل و لا بتحطى لراسك براس الرجالة
♀♂إرجعى بيتك وإستنى عدلك

------------------------------------------------

أنا اللى إتعريت قصاد الناس  ومحدش فكر يغطينى
يغطونى ليه ما الفرجة حلوة و من غير تذاكر
و كله على عينك يا تاجر
مانا جاية الدنيا عشان أخدم الرغبات والبهوات والافندية كمان لو عايزين
انا أصل الشهوة و الرذيلة
و الكل بيوصمنى بالعار و يلمس الشيطان اللى بيلعنه ليل نهار

انا العار .....انا الفضيحة.....أنا الشيطان

---------------

أنا اللى مستباحة
أه مستباحة......فى الشارع مستباحة
فى البيت مستباحة
فى المدرسة, فى الجماعة , فى النادى , فى الشغل......برده مستباحة

جسمى مش ملكى
متراقب 24 ساعة...كل العيون عليه
مستنينله يغلط أو يدى اشارة
♀♂طب غطيه
♀♂لا متغطيهوش
♀♂إتجوزى...شوفيلك راجل يلمك
♀♂متنزليش...متروحيش
♀♂إقعدى فى بيتك و إتهدى
الكل بيراقب....إوعى تضحكى
لو ضحكت...لكل يبص...ضحكتك عالية
♀♂إنتى عاهرة

-------------------

♀♂خدى بالك من الناس
♀♂خدى بالك من شرفك
♀♂خدى بالك من نفسك
♀♂خدى بالك من جسمك
مليون خدى بالك من الصغر تكفر

-----------

إوعى تعيطى
دموعك مستفزة

إوعى تشتكى...أما إنكم جنس شكاى صحيح

---------------------------

ضهرى إتحنى.... مش قادرة
♀♂بوقك ما يتفتحش
♀♂عيشى و إتلمى

الحمل قطم وسطى
هرميكى فى الشارع رمية الكلاب
و فى منك كتير
إنتم أكتر من الهم على القلب
و بكرة أجيبلك ست ستك تقعد على قلبك

---------------------

بتضربنى ليه....؟؟؟!!!
تستاهلى ,
وده حقى اللى ربنا مديهولى و بمزاجى أربيكى وقت ما أحب

----------------------

بصى لنفسك فى المراية
ده شكل ده......ده منظر إنتى مبتشوفيش الستات عاملة إزاى
أنا طول النهار بخدمك إنت و عيالك و محدش بيساعدنى
ده إنت حتى مبتشلش الطبق اللى بتاكل فيه بعد ما تخلص و مفيش برده شكرانية
وسطى اتقطم من خدمتكم و نسيت نفسى
خليكى ناسية نفسك
عيشتك تغم
 ♂و أنا هجيبلك اللى تفكرك و هتجوز ست ستك

------------------

ماشية فى الشارع ...
إيد تتمد على جسمى
أتلفت ورايا الاقيه كلب من الكلاب
زعقت بعلو حسى و صرخت
الناس بصتلى بإستغراب
 و مشيت و سابتنى
الكلب مسكتش برده
شتمته ...ضربنى بالقلم
صرخت زيادة و شتمت زيادة
الناس إتلمت قلت هينصفونى...مانا إتهانت و إتضربت
♀♂لقيت أصوات بتقولى : إيه اللى إنتى بتعمليه دة...عيب كده...إزاى تشتمى راجل ...؟؟؟
ده مد إيده عليا
♀♂إيه يعنى المشكلة ...هوة خد منك حتة و لا سرق منك حاجة

اااه نسيت...اصلى مستباحة
و فى لحظة الكل مات قصاد عينى

-------------

اااه الالم زيادة
و الوجع زيادة
أخويا مد ايده عليا
أصله اخويا و من حقه يربينى
أنا ناقصة و من حقه يكملنى و يوجهنى بالطريقة اللى تعجبه
و بعد ما يضربنى هقوم أعمله شاى
ماهو أخويا برده

-------------------------------


إيه ده...أنا لسة بنزف من الضرب
♀♂إيه المشكلة..دا أخوكى يعنى اللى ضربك هوة حد غريب
و بعدين مانتى واخدة على النزيف
إنتى أصلا مخلوقة عشان تنزفى
إنتى أصلا دم فاسد و لازم الناس تردم عليه

-------------------------------------


أنا نفسى البس و أتبسط زى بقية البنات
♀♂مين ده يا بت اللى يلبس و يتبسط
♀♂إمشى حطى طرحة على دماغك قبل ما تنزلى
♀♂إنتى عايزة تفضحينا فى الحتة
حطيت الطرحة على دماغى و لبست الاستريتش من تحته
و بقيت أراجوز عشان أعجب المجتمع
المهم الطرحة

----------------

تعبانة مش قادرة
رجليا مش شايلانى
الحمل تاعبنى و حيلى إتهد
إنتى هتمثلى....!!!!
يلا خلينا نخلص و إولدى و خلصينا
وعلى الله تكون بنت
♀♂ إحنا ناقصين مش كفاية قرفك مش عايزين قرف زيادة

أصل البنات فى بلادنا عار و فضيحة





أنا العار.....أنا الفضيحة

_____________________________________________________________


 " هذه مقتطفات من حياة الكثير من سيدات و فتيات مصر , سمعتها بنفسى أو عرفتها عن طريق الصدفة "

                           ___حدث بالفعل___

ملحوظة : علامة  () بجانبة الحوار تدل على ان قائل العبارة رجل
ووجود العلامتين ( (♂...هو المجتمع نساء و رجال أو الاسرة
و عدم وجود علامة ...هو حوار المرأة مع ذاتها






Monday, June 9, 2014

روزنامة الإستقرار


أحيانا.....

 يأتى على الانسان الوقت  يشعر فيه بعدم الاستقرار العقلى ,

 يفقد بوصلته للتواؤم  مع الواقع من حوله ,

يشعر أن الدنيا تتهاوى فوق رأسه , و أن كل المشاكل  و الاحداث تلاحق كل خلية فى جسده

يشعر أن هناك فجوة سحيقة بداخل روحه يتسلق اللون الاسود داخلها حتى يصل إلى السطح و يصبغ كل شىء من روح ووجه و أحاسيس

عندها يجب على الانسان أن يقف من نفسه موقف الجد و يسأل نفسه بعض الاسئلة ...:

ماذا أريد من الحياة........؟؟؟؟
هل أستطيع أن اتحمل و أكمل بهذه الطريقة و أفقد نفسى إلى الابد ؟؟؟
أم يجب على التقهقر و لو للحظات ...؟؟؟

حاولت خلال ثلاثة أيام أن أنسحب من مشهد الحياة اليومية و أمضى مع نفسى بعض الوقت و مع الاسف هو ليس بكافى للخروج من جو المشاكل الخانق و الواقع المربك الذى يصيب  بالاكتئاب
و لكن على الاقل كان الوقت كافيا لاسأل نفسى بعض الاسئلة و أعيد ترتيب بعض اوراقى
حاولت أن أؤنس نفسى و أعتذر لها فقد نسيتها فى الفترة الماضية و نسيتنى
بل فلت زمامها و قررت أن تتمرد على تعاليمى و أوامرى لها و تقذف بعرض الحائط  كل ما بذلته من أجلها و بدأت تنخرط فى الواقع المحيط و تنجذب اليه و تحاكيه

لذلك وجب على أمسك بزمام الامور مرة اخرى و أن اشد على طرف الحبل


حاولت فى اليوم الاول أن اقضى مع نفسى بعض الوقت فى غير المألوف بالنسبة لى ,

ذهبت للتبضع وحدى....
ذهبت إلى السينما وحدى لاشاهد فيلما مع الاسف زاد من قرفى
و عملت جاهدة على عدم تحطيم رأس كل من جلس حولى و قرر أن يتمتم بكلام عقيم و لا يصمت و يفسد على متعة المشاهدة و يزيد على ذلك بعض من ضوضاء أكل الفشار و الفم مفتوح على مصراعيه
فما كان على الا أن أبحث عن مكان فى القاعة ليس به بشر كى اكبح زمام أعصابى المنفلتة

فى اليوم الثانى ...
قررت أن أقضى معظمه فى تثقيف نفسى ومشاهدة بعض الافلام الوثائقية و الافلام الهوليوودية التى أحبها
و لا يمنع أن من حين الى آخر أن أستمع الى مقطوعة موسيقية مريحة مع ابتسامة بلهاء و النظر الى السماء بلا داعى أو هدف

فى اليوم الثالث....
كان يوما عصيبا حيث توالت الاخبار السيئة و حاولت أن أتجاهلها و أقضى آخر يوم لى فى الوحدة فى سلام
لا يمنع هذا إننى حاولت جاهدة الا أقتل فتاة عبر الهاتف حاولت أن تستظرف مع على عندما إتصلت بمطعم كى أطلب وجبة سريعة من الفراخ المشوية لاول مرة

انا : آلو...." طازة "......؟؟؟...مع ضجيج رهيب فى الخلفية جعلنى غير قادرة على سماع الرد

الفتاة : همهمهم

أنا : طازة ...؟؟

الفتاة : أأأأه و ربنا

أنا : جرررررر
أشتمها و لا ماشتمهاش
يلا المسامح كريم إمسكى إعصابك يا مروة

أنا : عايزة فرخة مشوية لو سمحتى

الفتاة : ماشى و إيه تانى

أنا : لا شكرا و لا حاجة

الفتاة : أيوة يعنى إيه تانى

أنا  : يا ستى شكرا بس كده...هوة بييجى معاه سلطة ...؟؟
الفتاة : أيوة.....

أنا : اوكى ..تمام كده

الفتاة : يعنى إنتى عايزة سلطة ايه طيب قولى

انا : مش عايزة حاجة زيادة...الفراخ بس

الفتاة : لا قولى...عايزة سلطة ايه

أنا : يا ستى انا مش عايزة سلطة ابعتيلى الفراخ و بس

جرررر

و انتهى اليوم الثالث على خير

-------------------------------

و كان لا بد من إستخلاص النتائج من رحلة الثلاثة أيام

و هذا ما توصلت إليه...:

الواقع أننا إستنزفنا أنفسنا كثيرا محاولين تغيير الواقع و مع الاسف الواقع شىء و الحقيقة شىء آخر......و الحقيقة لا نعلمها
و حاولنا إقناع أنفسنا بأن هذا ما نريده...و نسينا أنفسنا و أقحمناها فيما لا تتحمله و لاتطيقه بل شوهناها أكثر

فى النهاية أصبح إيمانى بان العالم المادى فى طريقه الى السقوط ان آجلا او عاجلا  إيمانا لا شك فيه
فهذا العالم المادى المتسلط عديم الروح و الاخلاق و الملامح الذى خلقناه بأيدينا  وإنزلقنا اليه......هو فان فان فان

و سيعود الانسان  و يبحث عن ذاته و أصله و يحاول جاهدا أن يجرب كل ما فاته من متع الحياة البدائية بعد أن يكون قد فقد كل ما منحه خالقه من سكينة و و عقل و ذات
باحثا عن السلام النفسى الذى فقده وسط آليات العالم الجديد

سأحاول جاهدة أن أنقذ ما تبقى من إنسانيتى و التى أبذل مجهودا يوميا فى الحفاظ عليها وسط هذا الكم من العفن و القذارة اليومية

و وضع روزنامة تطبق يوميا لمنع نفسى من الانزلاق إلى بئر الحقارة و تحقق بعضا من السلام و الاستقرار النفسى




Tuesday, May 13, 2014

الشمولية الطرية




أنا المواطن الفاشى
صاحب الفكر الشمولى
لا صوت يعلوا فوق صوتى
لا رأى غير رأيى
لا دين غير دينى
لا حزب غير حزبى
لا اتجاه غير اتجاهى أنا و عشيرتى و قطيعى

أنا.......أنا و من بعدى الطوفان

لا أسمح بالتواجد أو بالشىء الذى تسمونه التعايش
لا أسمح بالتعددية
تربيت على الحكم الشمولى و المركزية و سلطة الحزب الواحد و الدين الواحد و الشخص الواحد
لا أعرف غير الديكتاتورية و سياسة القطيع
لم أعرف فى مدرستى كلمة حرية
لم اتعلم فيها معنى النقاش البناء او الاستماع الى الاخر
لم أتعلم فى الجامع أو فى الكنيسة كيف يكون الجدال البناء الغير عقيم
لم يسمح لى فى بيتى بالجدال او ابداء رأيى او حتى الحلم خارج نطاق الاسرة و المجتمع...فقط أنفذ أحلامهم .......هم فقط

و بعد كل هذا....كيف تكون النتيجة عندما تهتز الارض من تحتى.......؟؟؟
ماذا سيكون رد فعلى انا و أشباهى فى المجتمع و الذى نمثل فيه الاغلبية العظمى...؟؟؟
ماذا سيحدث عندما يلتقى كل مننا بالاخر داخل ذاته......ذلك الاخر الذى تم كبته لسنوات دون السماح له بأى مجال للتنفيس
هل ستتحكم فينا غريزة البقاء...و و يطل هذا الكائن الديكتاتورى من خلال ازرار قمصاننا ليطل برأسه و يتفقد الامور....و يتسائل هل الفرصة سانحة لاطل بأكملى على الاخرين

و لم يكن هناك فرصة أفضل من ذلك.....فالمجال مفتوح أمامنا ..أمام شعب مكبوت لعقود طويلة...او حتى طوال عمره...فلا أذكر فترة مارس فيها الشعب كامل حريته

هل ستتحكم "الانا" فينا و تسلط السيوف على الرقاب...؟؟؟
الانا....انا لا اعرف ذلك المصطلح.....و لكننى استطيع ان أسلط السيف على رقبة من يعارضنى أو يختلف معى....أستطيع أن أكفره , أستطيع أن أتهمه بالخيانة و العمالة , أستطيع و أستطيع....وأستطيع

جاءت ثورة يناير أو كما أحب أن أطلق عليها "خضة يناير"  لتضع مرآة أمام كل شخص مننا , ليرى حقيقة ذاته و ليرى نفسه التى ظلت مختبئة لسنوات بداخله تتجول بين الدماء و الانسجة حتى تجد لها مخرج ملائم تتنفس منه
نفسه البشرية التى كانت لا تقوى حتى على الظهور أو عن الاعلان عن نفسها
جاءت لتقلب جميع الموازين و تطيح بكل المعقول و اللامعقول...و أتت على الجميع بطوفان التغيير و التعبير
و ظل المواطن المصرى يتأرجح لمدة ثلاث سنوات من عمر الثورة محاولا الامساك بأى حبل أو خيط يدله على مكان يحميه......على يابسة بعيدا عن الامواج العاتية

ووقت الطوفان ..."خلى ابنك تحت رجليك"

و أصبحت الشمولية أسلوب حياة ...فهذا ما عهدناه فى كل شىء و  لانعرف غيره

الاصدقاء اصبحوا غرباء ,
العائلة الواحدة تفتتت ,
زملاء العمل أصبحوا أعداء

"كارثة" .........لفظ  يقوله الكثيرون
و لكن ماذا تنتظرمن شعب لم يعرف قط الديمقراطية و لم يمارسها بل يهابها و يخشى تطبيقها
لا يفهم معنى حرية الرأى و تقبل الرأى الاخر

هل تستطيع تغييره .....؟؟؟
أتستطيع أن تغير من أصبح يدير رأسه للخلف ليرى حياته , فهى بالنسبة له قربت على الافول...؟؟؟
أتستطيع ان تنقذ حياة من أصبح يفعل نفس الشىء فى عز شبابه و يتمنى الموت ....؟؟؟
هل لبلد تحكم بنظام أوليجاركى ان تنتفض فى يوم من الايام و تمارس الديمقراطية...؟؟
سؤال محير , حتى خبراء العالم السياسيون فشلوا فى ايجاد اجابة له

و بعد محاولات كثيرة باءت بالفشل للتعايش...
و بطبيعة الشعب المصرى المبدع...,
فقد توصلنا الى نوع جديد يرضى بعض الاطراف و ليس كلها, لان هناك أطراف غير مرغوب فيها من الاساس

فبعد أن أبدع كل مننا فى زنق أخوه فى الزاوية اللى يختارها له , فلول , ثورجى , نكسجى , اخوان , سلفى , خاين , ثورى اهبل , كنبة ...الخ الخ

و لا يمكننا ان ننكر أننا كلنا فاشيون...كلنا مارسنا الديكتاتورية على بعضنا البعض و لو مرة
و ليس هناك أقوى من سماعى لحديث امراة مجهولة لم أرى حتى وجهها و لكننى سمعتها تتحدث من كابينة العلاج الطبيعى خاصتها خلال الشهر الماضى عندما كنت اخضع للعلاج انا أيضا...
سمعتها و هى تتحدث الى طبيبتها المعالجة و تقول لها أنها أصبحت تخشى كل الناس , تخشى أن تتحدث أو أن تعبر عن رأيها حتى لا تدخل فى نقاشات قد تفقدها شخص عزيز عليها بسبب اختلاف الاراء
و لا يوجد أبشع من استباحة الدماء لمجرد الاختلاف فى الرأى او فى العقيدة

و بعد كل هذا....,
توصلنا الى حل وسطى جميل ....يعبر عن المرحلة
و هو" الشمولية الوسطية الطرية "
نوع جديد منها يمارسه الشعب المصرى الان بما أنه أصبح له دور فى الحياة بفضل 25 يناير المجيدة
فبعد سنوات طوال من الشمولية المقننة و التى ظل النظام يمارسها بتصدير أحزاب كارتونية للمشهد السياسى للتغطية على خباثة الحزب الحاكم و اظهاره بمظهر الحزب الاوحد القادر على حكم مصر بما ان البقية هم حفنة من الاراجوزات و البلهاء فى نظرهم و نظر الشعب

و بدلا من الشمولية الحادة القاطعة  و " يا أنا و مفيش غيرى "
أصبح الان دور الشعب فى الاختراع و الجهبزة و التفكير برة الصندوق
و بعد 3 سنوات من شمولية فكرية....أصبح الان من حقك ان تختلف معى , و من حقك ان تترشح  للرئاسة وأن ترشح من تختار

اذن.....سوف أترك لك الحبل لتشنق به نفسك

و فوق هذا سوف ادعمك " عشان أجيبك على حجرى و افطسك "
هذا ما حدث فى الايام الماضية فى سباق التوكيلات بين السيسى و صباحى
و من بعدها الدعاية الانتخابية لمرشحى الحملتين

فبرغم ان الاغلبية العظمى قد حسمت موقفها من الانتخابات و بالطبع الحسم معروف لأى طرف
الا ان الكثير من مؤيدى "السيسى"  قرروا أن يجربوا الاختراع الجديد حتى لا يكون الشكل العام للموقف بايخ و طعم الطبخة ماسخ
فجمع منهم الكثير من التوكيلات لصباحى  حتى يستطيع خوض السباق الرئاسى
و لا نكون أمام العالم الشعب الذى دعم الانقلاب و شكلنا ميبقاش وحش

و بدلا من أن تكون " يا أنا يا أنت "
أصبحت " أنا و أنت والشيطان ثالثنا ...لحد ما أجيبك على الارض و افضل أنا فى الاخر و أوريه ان أنا الكبير برده "
و بدلا من أن تكون لعبة النظام و السياسيين ,,,, أصبحت أيضا لعبة الشعب

و يحاول الكثيرون من الطرفين اظهار الشعور بالرضا للسباق الرئاسى الميمون
و أن وجود الطرف الاخر لا يؤثر على أى شىء , بل بالعكس هو يقنن الحياة الديمقراطية فى نظرهم و هم فى داخل الكثيرين منهم يعلمون الحقيقة جيدا
و لكن الصمت و الانكار سيدا الموقف

فى النهاية و بدون تطويل أكثر من ذلك....حتى لا افقد سياق الموضوع الاساسى
سنظل نخترع و نبدع فى الاساليب الجديدة للتعايش فى الفترة القادمة و ايجاد حلول لاخماد النار و هذا طبيعى و حدث كثيرا من قبل لشعوب أخرى و سيحدث مرات  
و مرات ثانية و ثالثة لأن لا حياة فى رحم الصراع
و لا أمان بدون تعايش

و لكن رغم ذلك و حتى لو انطفأت النيران و اصبحت رماد ...سيظل هناك بعض من الجمر يتوهج فى الخفاء أسفل هذا الرماد الخادع

و لكن ما يقلقنى ايضا هو المستقبل ,
من أن نتلقى نحن راية الفاشية ممن سبقونا و نمارسها ايضا كما مورست علينا على جيل قادم سوف يطالب بالتغيير و نكون نحن الشموليون وقتها .