coffee

coffee

Wednesday, June 1, 2011

يوم امام محاكم العسكر


لم احلم يوما ان هذا اليوم قد ياتى... لم اتخيل ان اعيش تلك اللحظات و اشاهدها بام عينى و استطيع ان اقصها يوما ما الى اولادى او احفادى

ففى يوم من احر الايام حتى الان...يوم الثلاثاء 31 مايو  , وقف متظاهرون امام النيابة العسكرية فى مدينة نصر ليهتفوا و يعترضوا امام هذا الصرح الحصين ضد المجلس العسكرى و ضد استدعاء ريم ماجد , حسام الحملاوى (عرباوى) و نبيل شرف الدين للتحقيق معهم مبعد ما ورد فى حلقة برنامج بلدنا بالمصرى الذى تقدمه ريم على اون تى فى يوم الخميس 26 مايو ليلة جمعة الغضب الثانية  و الذى انتقد فيه حسام الحملاوى تجاوزات الشرطة العسكرية فى حق المواطنين الشرفاء و الثوار و انتقد المحاكمات العسكرية للمدنيين...فما كان من النيابة العسكرية الا انها استدعته هو و ريم و نبيل شرف الدين الذى كان ضيفا فى الحلقة هو الاخر وعبرعن راى الشارع و ما يقال عن احتمالية وجود اتفاق ما بين بعض اعضاء المجلس العسكرى و الاخوان المسلمون

وصلت الى هنالك حوالى الحادية عشر الا الربع و هو تقريبا ميعاد بدء التحقيق مع حسام ووجدت هناك العشرات من المتظاهرين يقفون امام البوابة الخارجية للنيابة و امامهم كردون من العساكر و الضباط  و مدرعتان لحماية البوابة
العشرات يهتفون فى صوت واحد ضد طنطاوى و المجلس العسكرى...يا للعجب, فعلا حاجز الخوف اتكسر
لم اكن اتخيل ان نصل فى يوم من الايام الى هذا الحد من الشجاعة و ان نتجرا و نقف اما هذا المبنى و نطلق العنان للهتافات و الشعارات
"الكل يهتف فى نفس واحد : " يا حرية فينك فينك ..حكم العسكر بينا و بينك
"و "يا طنطاوى اتلم اتلم ..لا نخليها بركة ده
 "دكتاتور دكتاتور ..و المشير عليه الدور "

و فجاة تجمع الناس حول شخص عرفت بعد محاولات مضنية و متعثرة للرؤية انه حسام الحملاوى..و هرع الناس نحوه لمؤازرته  و كاميرات التليفزيون و الفوتوجرافيا امامه للقطات حصرية قبل الدخول

اخذت احاول ان اصور بكاميرتى ما يحدث و التقاط بعض الصور لحسام و هو فى طريقه الى الدخول و هى كاميرا ديجيتال صغيرة حتى لا تلفت الانظار فانا اعرف فوبيا الكاميرات و التصوير عند ضباط الجيش على عكس الكثيرين الذين اتوا بكاميراتهم الاحترافية الكبيرة .. و حدث ما كنت اخشاه و اتوقعه و هو خروج ضابط عن شعوره و هو يصطحب حسام الى الداخل
و امسك بشاب  يقف بجانبى و معه كاميرا "كانون" و تعامل معه بمنتهى العجرفة و العصبية و قال له : تعالالى بقى كده ياللى عمال تصور انت ....لا  يا حبيبى مش انا الل اتصور ادينى بقى الكاميرا  دى و امسحلى كل الصور اللى عليها
و اتى واحد اخر يريد ان ياخذ كاميرتى و قال لى : انت بتصورى ايه.... فقلت له :  انا بصور حسام بس و مفيش ضباط فى الصور...و طبعا ده مكنش صحيح...بس مع الاسف الصور كلها و كل ما سجلته راح فى حادثة اخرى

دخل حسام..و لم يظهر نبيل او ريم و اعتقد انهم دخلوا قبل ان اصل

استمر التحقيق لمدة ثلاث ساعات على الاقل.....و فى نفس الوقت الهتاقات تعلو و تعلو حتى وصلت الى الدور الرابع و الى غرفة التحقيقات مع الثلاثة...حتى اعتقد ان هذاقد اربك المحقق شخصيا

و بعد ان قربت ان اصاب بضربة شمس رهيبة...و بعد ان بدا الناس فى التعب من الشمس و من مهاترات بعض من السلفيين الموجودين معنا و منهم شخص متعب فى الحديث الى اقصى درجة متحديا حرية التعبير عن الراى و احترام الاخرين فى محاولات مستمستة لاغاظة الاخرين و فرض رايه
و بعد الحديث مع بعض اهالى المقبوض عليهم و الذين لم يحاكموا بعد و هم قيد الاعتقال لشهور...او بعض من اهالى المحكوم عليهم و الذين ليس لهم سند فى الدنيا الا الله
ظهرت اخيرا ريم...و بعدها حسام ثم نبيل شرف الدين...و طبعا فى اللحظة التى كان الناس و الكاميرات تلحظ طلتهم من بعيد ...كان هناك هذا التجمع الرهيب حولهم...حتى اننى لم استطع ان اعرف ما حدث الا بعدها بحوالى نصف ساعة تقريبا من المحامى المتطوع للحضور معهم
:وهو ما تلخص فى الاتى
هذا لم يكن تحقيقا بالمعنى الرسمى و لكنها دردشة-
اذا كان مع حسام الحملاوى دليل على تجاوزات للشرطة العسكرية فليتقدم بها...طبع موت يا حمار -
قال المحقق لريم كده من الاخر : لمى الدور فى البرنامج بتاعك-

و بعد ذلك  قضينا بعض الوقت فى التحدث مع بعض الضباط ,و الذين دافعوا باستماتة عن المشير و المجلس العسكرى و كانهم فى حالة هذيان بعد عملية غسيل مخ و بعد رؤية عربة نقل المساجين الى داخل المحكمة و التى تقل تقريبا من الاصوات التى سمعناها بعضا من الثوارو المواطنين الشرفاء و التى ادمت اصوات استغاثاتهم لنا قلبى : ففى مرور السيارة من امامنا و رؤيتهم لنا , و بالطبع عدم قدرتنا على رؤيتهم سمعنا اصواتا تنادينا :  شفتوا , شفتوا  بيعملوا فينا ايه...الحقونا..خليكم معانا

تحرك الجميع متجهين الى الشارع الرئيسى , مبتعدين عن الساحة الملغمة ضاربين كفا بكف

http://www.time.com/time/video/player/0,32068,974762231001_2075705,00.html