coffee

coffee

Sunday, February 20, 2011

من مبدا ان انا حاليا من الشباب المنقاد..و بما ان انا معموللى غسيل مخ كمان و شوية عيال صيع ملهمش اهل ماثرين عليا

و خلونى انضم غصب عنى لمجموعة سرية من الشباب المغيب اللى البلاد الوحشة بتستقطبه عن طريق الانترنت لقلب نظام الحكم
و برغم سنى اللى تعدى التلاتين بسنة, بس ممكن اجرى ورا عيال صغيرة , و ده طبعا الكلام اللى بسمعه بقالى كام يوم...قررت اكتب المقال ده اهو يعنى نوع من انواع التقليد الاعمى من بنت شخصيتها ميح
و قلت يبقالى صوت برده برغم قرارى انى اكتب عن الثورة بعد الدنيا ما تهدى قلت لنفسى يا بت ما تكتبى نوت كده زى ما بقيت الناس بتعمل
و برغم انى مرحتش الميدان غير مرتين...و شايفة الموضوع بطريقة مختلفة شوية,لكن انا حبيت اشارك بتجربتى و اوصل للناس اللى مرحتش انا شوفت ايه بالضبط و خاصة اللى شايفين ان الناس اللى فى الميدان دى ناس هايفة او عميلة او مبتفهمش

هو ببساطة اللى عايز يشوف مصر على حقيقتها.... يروح التحرير


انا مش عايزة اتكلم فى السياسة لان الواحد صدع فى الكام يو م اللى فاتوا من كتر الكلام عن الدستور و خطب الاخ اوباما و مدام كلينتون

انا عايزة اتكلم عن الايجابيات اللى حصلت او شوية منها عشان نقدر بعد كده نوصل الخيط اللى احنا مسكينوا دلوقتى من التغيير بخيط جديد من الايجابية و التنفيد و نقدر نكون مفيدين لبلدنا كلنا و يكون لكل واحد فينا دور من الكبير للصغير


انا رحت فى يومين مختلفين تماما...اول يوم هو الاربعاء 26 يناير تانى يوم الثورة و اليوم التانى هو الثلاثاء 1 يناير يوم الثورة المليونية

و ما ادراكم ما الفرق بين اليومين فهتكلم باختصار عن اللى انا شوفته


اليوم الاول ليا هناك...يوم الامن المركزى و الشرطة, يوم الاربعاء 26

قبلها بالليل معرفتش انام من صوت الهتافات اللى فى دماغى..الشعب يريد اسقاط النظام...مشيت لغاية الميدان من خلال كوبرى اكتوبر و انا براقب اصطباحة الامن و العساكر اللى سهروا طول الليل يضربوا فى المتظاهرين و يجروا هنا و هناك..الكل بيتمطع و بيتشطف عشان يقوم يكمل فيلم توم اند جيرى
اللى هما مقتنعين فيه انهم القط طبعا و المتظاهرين هما الفار مع ان الايام اثبتت العكس انهم حتى محصلوش فران , هما اقل ما يقال عليهم انهم ضباع تاكل الجيف
و اول ما تشوف الاسد تجرى و تخاف من خيالها..خسيسة تاكل ولادها

الشاى بيتوزع على الكل و العساكر الغلابة عمالين يقولوا :اه يانا ياامه و بيترصوا , و بداوا سترتشات عشان يستعدوا للضرب
و المتظاهرين بيترصوا برده زى البنيان المرصوص المبارك فى الشوارع الجانبية للتظاهر السلمى و مش فارق معاهم الضرب من كتر الايمان بالقضية




اما اليوم التانى و هو يوم الجيش و المظاهرة المليونية..و هو ممكن يتقال عليه كرنفال التظاهر من كتر الرقى و الجمال و الاحترام اللى شوفته
و ممكن بمنتهى الثقة و الفخر اقول لاوروبا و امريكا تعالوا اتفرجوا و اتعلموا مننا ازاى تتظاهروا

حقيقى انا مهما حاولت اعبر عن شعورى مش هعرف,انا يومها كنت فرحانة اوى ببلدى و اول مرة ابقى فعلا فخورة ان انا مصرية و لو حد طلب منى الباسبور فى اى حتة فى الدنيا انا
هطلعوا و ارفعوا فى السما من الفخر و الاعتزاز و اللى قدامى هينحنيلى احتراما لبنت من شعب الثوار الصامد ,احنا بقينا مثال يحتذى به فى العالم ,الهام لكل الشعوب اللى بتتفرج علينا و شايفين فينا مثال النضال و الصمود


طول الطريق للميدان على اليمين و الشمال على الحيطان مكتوب .."يسقط مبارك", وصلت للاوبرا و انا ماشية لوحدى متجهة للميدان بتفرج على الناس اللى رايحة معايا , كله ماسك يفط مليانة او فاضية و بيكتب عليها الشعار اللى نفسه يوصله

و انا حطه الايبود فى ودنى و بسمع اغانى وطنية...اعلام بلدى حوليه لاول مرة مش بعد ماتش كورة

شكل الناس يفرح,اطفال صغيريين , بنات و ولاد من كل الاعمار...حتى الناس الكبار فى السن ماحبوش يضيعوا الفرصة عشان يعبروا عن رايهم

لقيت دموعى بتنزل منى غصب عنى..و فجاة لقيت راجل تقريبا فى اواخر الخمسينات جاى بيكلمنى

و سالنى: انتى رايحة الميدان , قلتله: ايوه, فقالى : ربنا يستر,
رديت عليه : تفتكر فيه حاجة هتحصل النهاردة فقالى: ربنا يستر
و كملت مشى مع الناس و هو جنبى لغاية ما وصلنا لنص كوبرى قصر النيل فلقينا زحمة و اضطرينا نقف شوية فكمل كلامه و قاللى: طبعا كان استحالة فى الظروف العادية لو انا جيت كلمتك هتردى عليه و انتى متعرفنيش
هوه ده اللى كانوا بيعملوه فينا ان احنا كلنا نخاف من بعض..يعنى انا مهندس محترم شاركت فى مظاهرات يناير 77 و طول عمرى بحب بلدى
و فجاة راح مشاور على النيل و قالى: بصى, احنا بنينا الحضارة حولين النيل ده من عشر الاف سنة ,احنا شعب قوى نقدر نعمل اى حاجة.
سكت شوية ..كلامه اثر فيا اوى, و خدتنا الزحمة و فضلنا ماشيين بشويش لغاية ماوصلنا للنقطة اللى واقف فيها الجيش
و بمنتها الاحترام, طلبوا مننا البطاقة على وش الوظيفة..و كان فى شباب لازقين ورقة على صدرهم مكتوب عليها لجنة تنظيم..و كانوا بيفتشوا الى داخل ذاتى بمنتهى الاحترام
الكل مبتسم ,محدش متضايق لا من التفتيش و لا من الزحمة...الابتسامات بتقابلنى فى كل حتة و انا داخلة
عساكر الجيش مبسوطين و الناس بتطبطب عليهم و تتصور معاهم فى ملحمة شعبية جيشية جميلة

عديت من التفتيش و ابتديت رحلة المليون ,مصريين من كل الطوائف و الفئات من اعلى ناس لاقل ناس, رجال اعمل مع زوجاتهم نازلين الشارع عشان يعبروا عن رايهم مع انهم مبيمشوش فى الشارع غير بالشوفير
بس قرروا يشاركوا برده...يفط جميلة مبتكرة,,,ناس بتتظاهر بطرق جديدة و عاملين مشاهد تمثيلية ثابتة,لتمثيل الفقر و القهر
مصريين معاهم اصدقاؤهم الاجانب مع بعض فى التعبير عن الراى اللى اتقال عليهم عملاء بعد كده
مفيش بلطجية و لا حرامية و لا العفاريت الزرق اللى طلعولنا من كل حتة فى الدنيا بقالنا اسبوع
الكل واقف باحترام رهيب..لا تحرش و لا مضايقات و لما حد كان بيشوفنى عايزة اعدى و برغم العدد الرهيب الكل يقوللى اتفضلى يا فندم من كل المستويات


ايه الحلاوة دى يا ولاد ..فعلا الناس لما بتشم ريحة الحرية بتتغير تماما و بتحس بادميتها و يطلع منها احلى حاجات فى الدنيا

لقيت صحابى و قرايبى و احبابى الكل بيهتف مع بعضه....بس مع الاسف " ملقتش الكنتاكى بتاعى " ايه ده انا عايزة وجبتى...قالولى معلش يا بنتى اصل كنتاكى قافل مبيشتغلش ,امال الكنتاكى اللىبسمع انه بينزل للناس ده منين هوه بييجى من بره كمان
ده ايه العز ده

قضيت احلى وقت فى بلدى فعلا..الناس اللى كانت دايما ترمى زبالة فى الارض بتدور على باسكت ترمى فيه عشان خايفين على بلدهم
ايه ده دول كانوا بيرموا الزبالة غلاثة و نكاية فى مبارك و لا ايه...قررت الخروج فى الزحام الرهيب و وصلت لنقطة الخروج بصعوبة و اتزنقت مع ناس لو شوفتهم فى الشارع قبل كده كنت هحاول ابعد
لكن الناس دى واقفين جنبى فى منتهى الاحترام عايزين يطلعونى الاول ,,و عسكرى الجيش عند الدبابة اللى هعدى من جنبها اول ما شافنى ضحكلى و قالى يلا عدى عدى



خرجت فرحانة جدا و فخورة بريحة الحرية و بدب برجلى على ارضى ..بلدى.. و انا بقول لنفسى: فعلا .....هى دى مصر التى فى خاطرى



بس برده هفضل اطالب بحقى...انا رحت يومين يعنى ليا وجبتين..انا عايزة الكنتاكى بتاعى مليش دعوة