coffee

coffee

Monday, April 1, 2013

الحارة المزنوقة


يا ليتهم سمعوا.. 
يا ليتهم فهموا..
 يا ليت أفئدتهم شعرت.. 
 يا ليتهم كان لهم نصيبا من اسمهم

او أن نصيبهم كان من الاسم الاول...." الاخوان ".....؟؟؟؟

ليتهم كانوا مسئولين على قدر معاناة من عصر و لو قطرة واحدة من قطرات الليمون حتى ياتى بهم الى السلطة
,فبدلا من أن يقفوا بجانبنا و بدلا من أن يقولوا : تعالوا الى كلمة سواء بيننا و هلموا بنا نبنى أوطاننا
قتلونا و توضئوا بدمائنا و صلوا و ركعوا و سجدوا لله و ايديهم تقطر دماء الثوار و دموع ذويهم
و الخاسر هو مصر
نعم يا سادة الخاسر هو مصر ....
أصبح لا أحد يفكر فيها و فيما آل اليه حالها ولا مصيرها و لا ما سيترتب على أفعالنا و قراراتنا
بات شعلنا الشاغل هو الانتقام و رد القلم و الصاع صاعين
تحول حلم التغيير الى حلم القصاص
 
و طريق العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية الى طريق الحارة المزنوقة التى و من الواضح أن مرسى بسياسته الفاشلة و سلبيته المستميتة و تبعيته لجماعته قد وضعنا كلنا فيها و من الواضح أننا لن نستطيع الخروج بسهولة من هذا المزنق
فمنذ تولى مرسى الرئاسة و مرورا بحوادث الاتحادية و الصراعات الدموية التى تجوب محافظات مصرنا ذهابا و ايابا و تأبى أن ترحل و قلبى ينزف
 
ينزف على ما وصل اليه الحال و على دماء الاصدقاء و زملاء الثورة
 
و لكن ما فعلناه يوم الجمعة بالمقطم هو بالنسبة لى هوة ضربة الريشة الاخيرة المكملة للوحة الحرب الاهلية فى مصر و العامود الاخير فى بناياتها
 
و اكتمال جميع الاركان و ترسيخ مبدا العين بالعين والسن بالسن و البادى أظلم و هو فى الحقيقة مبدأ ليس لى عليه أية اعتراضات و لكن تطبيقه يقتضى النظر الى الظروف أولا و أعمال العقل ثانيا
,و مع ايمانى منذ فترة ليست بقليلة بعدم فاعلية الثورات السلمية، الا أننى برغم ذلك حاولت التفكير و دراسة الاحداث بشكل منطقى بعيدا عن ضعفى الانسانى و غليان قلبى على موقد الثأر و الغيظ و الرغبة فى الانتقام
: ووصلت الى مجموعة من الاستنباطات و الاسئلة....و التى أتمنى ان نسألها لانفسنا
 
هل ذهبنا الى المقطم من أجل مصر...؟؟؟
هل كان فى عقل الاغلبية ممن ذهبوا فكرة اخرى غير الانتقام و رد القلم و " الحط على الاخوان " ردا على كل ما فعلوه و مجزرة الاتحادية و غيرها وصولا الى قلم ميرفت موسى و قفا دومة...؟؟؟؟
هل كان هناك أى هدف أخر غير توصيل فكرة ان " انا بابا ياله" و أن " احنا كمان كثوار بنعرف نسحل و نضرب و نعمل زيكم بالضبط ".......؟؟؟؟؟
أعلم أن هناك من سيقول لاو سيعترض على كلامى
و أعلم ايضا أن الوضع معقد جدا و لا يمكن السكوت علي مجازر النظام و أعوانه و بلطجيته
و لكن هل سألنا أنفسنا الى أين يأخذنا هذا....؟؟؟
هل سينتهى حكم الاخوان بهذه الطريقة....؟؟؟
هل الحل أن نصبح مثلهم....نسحل مثلهم...نقتل مثلهم.....
 نحن أصحاب المبدأ
 
نحن أصحاب الحلم
نحن أصحاب الفكرة و النضال و ليس هم
هم...مجموعة من المغيبيين و المساقين ممن يتم تحريكهم كعرائس الماريونت من قبل القوى الكبرى التى تحكم العالم وممن أوهموهم أنهم حلفاء و أعوان
هم من لهم أعوان من الغلابة و الغوغاء و البلطجية ممن يظنون أنهم ناصرى الدين الاسلامى
 
هم......من أصبح مكتب الارشاد و الجماعة أغلى عندهم من الله و رسوله و الذين يتشدقون بمعرفتهم ليل نهار اكثر من الاخرين
 
و فى رواية منقولة من صديق لى أن امام مسجد بالمقطم قام بتقديم صلاة العصر لان الكل سوف يكون مشغول بالجهاد ضد المعتدين على البيت الحرام...أقصد بيت الارشاد ....و قال لهم الامام : للبيت رب يحميه
صلوا العصر تقديما لانهم سيكونوا مشغولين بالقتل و السحل لحماية مقر الافعى الكبرى
 
ما هذا العبث....ما هذا التخريف...الهذا الحد وصلنا....؟؟؟؟
 
لقد أعجبتنى حكمة قرأتها تقول : كن حذرا عند محاربة الوحوش لئلا تصبح واحدا منهم
تبا لكم......تبا لما أوصلتمونا اليه
لقد أصبحنا مثلكم
 
و الابشع ان مصر اصبحت اخر اولوياتنا و أن انكر الكثيرون
و سيصبح الوضع كالاتى ان لم يرحمنا ربنا , هو التفنن فى رصد الكمائن من الجانبين للانتقام
و هذا شىء طبيعى...فلكل فعل رد فعل و نحن ملوك ردود الافعال
فمنذ تنحى مبارك لم نكن الا رد فعل......و مستنزفين
و رحالة مع من يبعث بنا الى أى مكان يريد...لنمكث هناك بعض الوقت لنفيق عل صدمة و سؤال : كيف أتينا الى هنا....و ماذا حدث لنا....و كيف نخرج من هذا المازق...؟؟؟
و أخيرا وصلنا الى الحارة المزنوقة
 
و اصبحت عاركة بين شلتين أو بين رجالة الفتوة و من يكرهه و يعاديه و لكن تظل الحارة فى النهاية تحكم بالفتوة بقوة اسم الله عليه الظالم و رجاله
و المصيبة اصبحت اننا تحولنا الى نسخة مشوهة ممن نحاربهم و لكنها أكثر تشوها لاننا نزيد عنهم باحساس الظلم و القهر و ايضا تحول المبادىء
......عودة الى نقطة رد الفعل
 
احب ان أذكر الاخوان بان على الباغى تدور الدوائر و أنكم أدخلتمونا الى دائرة الصراع و الانتقام التى لا نعلم متى سنخرج منها او ما سيصل اليه الحال بها
و أحب أن انوه أننى مقتنعة تمام الاقتناع أننا يجب ان ننزف حتى نتطهر و أن ما شهدته مصر من فساد خلال السنوات الماضية كاف لنصل الى ما وصلنا اليه بل و أكثر.....كاف لنصل الى الحرب الاهلية التى أصبحت واقعا ملموسا و مرير نعيشه
 
و مقتنعة أيضا أن مصر لن تصبح افضل الا عندما نتخلص من الانانية ...و عندما يدفع الكل الثمن ...ثمن السكوت و الفساد
الكل و ليس فصيل واحد فقط يضحى بالغالى و النفيس
 
يجب أن تمر الثورة على كل بيت مصرى حتى تنجح.....يجب أن تمر الرياح الساخنة على كل الوجوه حتى تفيق من لهيب الموقف و القلوب
عندما أعود بذاكرتى الى عام مضى.....أتذكر الفكرة التى اقتنعت بها و هى أن الاخوان ان حكموا مصر و فازوا فى الانتخابات الرئاسية فلن يطول حكمهم و سوف يقبل الشعب المصرى أيدى و أرجل الجيش حتى يخلصهم من هول ما سيلاقوه على أيدى الاخوان
 
و لكن ما حدث مع الاسف فاق كل توقعاتى و جرت الاحداث بشكل أسرع مما تخيلت و بطريقة مرعبة
 
و مع الاسف أيضا و يؤسفنى أن أقول أننا اذا استمرينا على هذا المنوال فسوف نفقد مصر الى الابد ان اجلا او عاجلا
 
فهم يستدرجوننا بشكل مرعب لتنفيذ رغبات امريكا و مخططاتها بحذافيرها ان لم نكن نجود ايضا على ما رسموه لنا من خطط شيطانية
و زيادة فى التكبيل و القيود التى يلفونها حول أعناقنا حتى لا ننتفض فى يوم من الايام......اغراقنا فى الديون و القروض
فهل نتركهم يعبثون بمقدراتنا و بمصير مصرنا...؟؟؟؟
 
هل فكرنا مثلا...مجرد فكرة....لماذا تم ضرب ميرفت و دومة برغم أنه كان من الممكن تركهم ليفعلوا ما يشائون و يرسموا ما يريدون خاصة أن العدد كان قليل
و بعد أن يتركوا المكان يتم محو ما كتبوه و رسموه........فليست الدهانات بغالية الثمن على حد علمى...؟؟؟؟
سؤال يفرض نفسه.....أو ليس كذلك
 
هل تعتقد ان القصاص للشهداء هو اسالة المزيد من الدماء...أم هو تحقيق ما حلموا به و ماتوا من اجله...؟؟؟
فكل ثورة يموت من أجلها ألالاف و لكن فى النهاية يبقى تحقيق الاحلام و الاهداف هو الغاية الوحيدة
أو ليس العبور من هذه المرحلة بذكاء و تحقيق حلم العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية كاف للقصاص لهم...؟؟؟
لماذا لا نسال أنفسنا من هو صاحب المصلحة فى وصول الوضع الى ما هو عليه الان و ما سيكون عليه لاحقا...؟؟؟
من هو صاحب المصلحة فى انخفاض معدلات التنمية فى مصر...؟؟؟
من هو صاحب المصلحة فى انهيار السياحة....؟؟؟؟
من هو صاحب المصلحة فى تخفيض التصنيف الائتمانى لمصر و اغراق مصر فى الديون...؟؟
من هو صاحب المصلحة فى أن تصنف مصر كدولة غير امنة....؟؟؟؟
الا تغضبنا اسئلة الاجانب عن الحرب الاهلية الدائرة فى بلدنا....؟؟؟
أسنكون راضين عن أنفسنا اذا تم تصنيف مصر كدولة تحكمها أنظمة ارهابية و هو ما أعتقد انه هدف من أهداف وجود الاخوان فى السلطة
فلنحذر من الانسياق وراءهم و تنفيذ ما يخططون له...و تحقيق أهداف الشيطان الاكبر
نعود الى ما حدث فى المقطم....و يطل علينا السؤال الملح...: لماذا غابت الوجوه و القيادات والكوادر التى عذبت فى الاتحادية و لماذا تم الزج بالغلابة والقرويين السذج...؟؟؟
لماذا تم تصوير كل مشاهد السحل التى تمت لهم و نشرها و تصديرها و كسب تعاطف البعض معهم
أسنتركهم يصدرون تلك الفكرة من جديد.....قكرة اننا لمستضعفون...؟؟؟؟
حقيقة اننى يحزننى ما وصل اليه حال هذا المجتمع
فمجتمعنا حقيقة هو نموذج يدرس عن نماذج المجتمعات الفاشلة
 
هذا المجتمع الذى تتناحر بعض فئاته و تقوم الفئات الاخرى بلعب دور المتفرج على فيلم ردىء و لا يريدون حتى دفع ثمن تذكرة المشاهدة
 
المجتمع المنشق يا سادة....صعب تحويل تفكيره الى الانتاج و العمل بعدما تحول و انصب تفكير طوائفه على التناحر مع بعضهم البعض و مع من يختلف معهم فكريا و عقائديا الا بمعجزة تحتاج الى حكمة و قيادة غير موجودة
و حتى و ان نجحت الثورة و وصلنا الى ما نبغاه و نحلم به فيسظل الصدع الذى حدث ما بين العائلة الواحدة و الاصدقاء و الزملاء غير قابل للراب و سيحتاج الى مرور اجيال حتى نستطيع النسيان و التقدم
 
و ميراث الفشل القابع على أنفاسنا منذ أكثر من 40 عاما بسبب نكسة 67 و التى كلما حاولنا النهوض على أرجلنا , انكفينا على وجوهنا بسبب ما خلفته من أجيال مذبذبة خائفة تتبنى مبدأ امشى جوة الحيط....تحكمنا الان و تربينا وما خلفته من انحدار سياسى و أخلاقى و نفسى و سلوكى و حضارى نجنى أزهى ثماره الان......فكارثة بهذا الحجم لا تموت أثارها سريعا بل تأخذ عقودا طويلة حتى تندمل جروحها
 
المجتمع المنشق على نفسه يا سادة..... لا ينهض
لا ينظر الى الامام...... بل فقط ينظر حوله فى خوف
و ما أدراك ما هو حوله......فشل, غباء , تدنى أخلاقى , صراعات , دماء, سحل , هتك أعراض...الخ الخ
المجتمع المنشق المتناحر لا يجتمع على مشروع و لا يعمل و لاينتج
 
و ما زاد الطين بلة , هو تحول المشهد الاجتماعى و حتى الاعلامى الى مسلسل من الصراعات التى لا تنتهى امام الناس
و تحولت الثورة الى مجموعة مختلفة من الصراعات و هذا طبيعى جدا
 
صراع ثورى-فلولى....و صراع ثورى-اخوانى....و صراع اخوانى-فلولى مزيف...و صراع ثورى-ثورى.....و صراع ثورى-شعبى
و الجهر بالصراع و التشدق بالالفاظ و الانتصارات المزيفة أصبح اخر صيحة فى عالم الصراعات المصرى
و اصبحت مواقع التناحر الاجتماعى تضج بالالفاظ و الاتهامات
 
التليفزيون لم يسلم ...و اصبحنا أخيرا نتفرج على مشاهد هزلية مثل صراع باسم يوسف و مرتضى منصور المثير للتقزز فى فيلم هزلى من أفلام المقاولات الهابطة الرخيصة
اذاعة القران الكريم التى تعود المصريون عليها و أحبوها طوال عقود ...أصبحت تروج و تشجع و تحلل الصراعات و التناحر
انها الماساة ....مكتملة الاركان
 
: و أخيرا
أيها المحسوب علينا رئيسا
تذكر أنك أول من سيدفع الثمن
و أن على الباغى تدور الدوائر
و أن الظلم لا يخلف الا الاحتقان
و لا بد للمكبوت من طوفان
و تذكر...انكم من بدا بالعنف
فأجنوا ثمار ما زرعتم
فأنتم اول من سينكوى بالنار
اما نحن فلنا الله و لمصرنا الدعاء