coffee

coffee

Saturday, January 22, 2011

ثورة البنزين





ثورة الياسمين...كان هذا هو عنوان المقال عندما بدات فى كتابته بعد قيام الشعب التونسى باللاطاحة بالرئيس بن على و هو ما اصبح حديث الناس طوال  الايام الماضية و حتى الان
و لكن مع التطورات المذهلة للاحداث و القرارات المصيرية التى اتخدها بعض الشباب العربى و المصرى,قررت تحويله الى البنزين حتى يتلائم مع الموقف,فقد بات البنزين هو الحلم و الخلاص من الياس و القهر....جركن بنزين و كبريت, شوية احتجاج مع المطالبة
بشوية حقوق و اذا قوبلت بالرفض و ده طبع اللى بيحصل..فاذا بالحل السحرى السريع...ادلق بنزين,ولع كبريت و يا سلام لو معاك ولاعة بقى....و دعنى احترق....يلا ياكش تولع

وبرغم ان الاحتجاجات و الثورات انتشرت كالنار فى الهشيم فى الوطن العربى و افريقيا ايضا حتى وصلت الى تانزانيا الجميلة ,الا اننا كعرب لنا دائما بصمتنا المتميزة...مظاهرات فى الاردن,احتجاجات فى الجزائر و المغرب و موريتانيا,استقالة حكومة الحريرى وتوتر الاوضاع فى لبنان,انتخابات السودان و انفصال الجنوب و اخيرا انقلاب تونس...و الحقيقة انه انقلاب فى كل شىء,سياسى ,عسكرى,اجتماعى... وانقلاب فى عقليات اصابها الياس و العطب و نخر الخوف فى عظامها...انقلاب ادى الى اهتزاز كل المقاييس فلقد سقط صنم من الاصنمة

.وباتت تونس الان هى المثل الاعلى...و نتمنى نحن المصريون ان نصبح رجال مثلهم فى يوم من الايام

و لكن هناك مجموعة من الحقائق التى لا يمكن اغفالها...و اهمها حقيقة اننا مختلفون...

نعم نحن المصريون مختلفون


اولا: المصريون مختلفون.... نعم انها حقيقة, فمن طبيعة الشعوب التى خلقها الله الثورة و الغضب عند الاحساس بالظلم و تردى الاوضاع المعيشية و الاقتصادية او عند الاحتلال.....و لكن.... الشعب الانتيكى المصرى من اطيب شعوب المنطقة  على راى مسرحية تخاريف, له طبيعة خاصة به
...فالشعب المصرى شعب بطىء, يقبل الذل و الهوان لفترات طويلة لسنوات او حتى لقرون مع استحالة التنبؤ بميعاد فوقانه
و نذكر من التاريخ المصرى قصة الهكسوس, فقد كنا ايام المدرسة نتخيل ..عن جهل و سذاجة...ان احمس عندما قاد الجيوش لطرد الهكسوس كان هذا عندما احس بغليان فى دمه و قرر فجاة ان يثور على الظلم بعد كام سنة هوان , نقول مثلا خمسة او حتى عشرة
و البطل حقق اللى المصريين كلهم كان نفسهم فيه....قصة هايلة حقيقى لكفاح طيبة المقدس
و تاتى الصدمة فى الكبر.....اتارى بقى ان الهكسوس قعدوا فى مصر اكتر من 100 سنة و شوية و اختلفت الاقاويل انهم 200 , يامصيبتى , يعنى بقوا مصريين خلاص
و لكن ما هو المحرك للغضب الله اعلم...تحمل الشعب اكثر من 100 سنة ...طيب ما الذى جد الله اعلم برده
و من هنا نفهم طبيعة هذا الشعب الصبور....فلا احد يستطيع ابدا معرفة متى سينتفض.
ففى الفترة الماضية حدثت اشياء كثيرة ابشع بكثير مما حدث لبو عزيزى او غيره....ولكن لا حياة لمن تنادى , مات خالد سعيد وقلنا ماشى...تزوير الانتخابات و قلنا معلش....لما جت احداث راس السنة و محالولة عمل الفتنة بين الاقباط و المسلمين قلنا بس يا رجالة اهى اللحظة اللى بقالنا سنين مستنينها جت,,,,,و برده لا حياة لمن تنادى اكتفينا بشوية الشعارات والشجب على  الفيسبوك و خلاص انما اللى حصل ده تقصير من مين مش مشكلتنا
طبعا لن نستطيع ان ننكر ان طبيعة شعوب المغرب العربى تختلف عننا كمصريين نظرا لاختلاف اعراقهم و ثقافتهم و تضاريس بلادهم

و نستخلص من ذللك انه برغم النظام الدكتاتورى المتشابه فى الظلم و قمع الحريات و سطوة العائلات و الهروب وقت الشدة
الا ان ردود الفعل مختلفة


ثانيا : حقيقة ان الكرسى عندنا لما بيلزق مابيطلعش غير بالدم...مع الاسف
و لكن بالتاكيد لا احد يريد لمصر ما حدث فى تونس  من حرائق و قتل و سرقة و نهب....نحن لا نريد الدمار لمصر و كفى ما حدث فيها من قبل , و لكن اقدر جدا ما استطاع الشعب التونسى فعله حتى الان من طرد لبن على و محاولة اسقاط الحزب الحاكم...تجميد ارصدته فى بنوك سويسرا هو و عائلته و البقية تاتى....لذا وجب احترام هذا الشعب الشجاع

ثالثا :  ان الحرية لا توهب و لكن تؤخد بالقوة و ثمنها غال جدا
يعنى بالبلدى كده لا اللى هيولع فى نفسه هياخد حاجة غير الالم و ممكن الموت و يبقى انتحر على فشوش ولا اللى هيقعد يندب برده هياخد حاجة فمش كل واحد متضايق او ياس من حاله يولع فى نفسه...جتكم خيبة
الانسان الياس الكاره للحياة هو عدو نفسه قبل ان يكون عدوا للناس
و لكن اهو بنستسهل بدل ما نكون ايجابيين و بننسى ان ربنا امرنا بالسعى

رابعا : حقيقة ان احنا شعب بق على الفاضى..بنحب نشجع من وراء الكواليس و لكن وقت الجد كله يخاف على نفسه و اكل عيشه
الجبن تاصل فينا و عشش من اكتر من 50 سنة
ماشاء الله ثوراتنا و احتجاجتنا كلها على الفيسبوك او تبدا منه و تنتهى بالفشل...و احنا شعب جميل اوى بنحب دايما نقول للنظام مسبقا احنا امتى هنعمل مظاهرات او اضراب او احتجاجات عشان يلحقوا يامنوا نفسهم ..برده الناس دى بتشقى جامد
و لقد اعجبتنى جدا تعليقات المصريين على الفيسبوك و الاخبار على الانترنت بعد الانقلاب و هم يقولون : امتى بقى الشعب المصرى يفوق و يقوم..يلا بقى ...و كان كل واحد سلخ نفسه من الشعب و عين نفسه المشرف على الحركات الشعبية...اما انه يعمل حاجة لا ليه
كفاية علم تونس والنشيد الوطنى التونسى و شوية الامانى , و شوية و قربنا نقول ان احنا قرفانين من النظام برشه برشة و نفسنا نثور باش نشوف مصر جميلة و الحرية الحرية .....طبعا بالفرنساوى
بس انا بقولوكوا مش هنجم نعمل حاجة غير لما كله يبقى ايد واحدة
ادينا كلنا مستانيين يوم 25 يناير و هنشوف ايه اللى هيحصل و ياترى هتنتهى زى غيرها و نمشى زى الغنم و لا...و الحمد لله لغاية دلوقتى اللى رايحين الثورة اكتر من 70 الف و ده طبعا على الفيسبوك برده !!! ؟؟؟
و ادينا مستنيين القشة التى سوف تقسم ظهر البعير .. ولكن  اللحظة الفاصلة لم تاتى بعد

خامسا : حتى و ان حدث التغيير الرهيب المنشود فى كل شىء, الاوضاع السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية فان الدمار الذى حدث للشخصية المصرية على مدى ال 50 عاما الماضية و هو مدروس بعناية ,مع الاسف يصعب اصلاحه فهو دمار اشد و اقوى ...فاى شيىء يسهل اصلاحه الا دمار الانفس...و لكن يبقى الامل دائما, فاذا استنشق الانسان الحرية تعود حواسه الى الحياة


و اخيرا : فلا احد  يستطيع ان يتخيل شكل العصيان المدنى الذى نتمناه و لاكيف سيكون رد فعل النظام الذى و بالتاكيد وضع خطة لكل سيناريو لحماية نفسه بكل الطرق و بدا باخد احتياطاته...و طالما ان الجيش و الشرطة يقومون بحمايته ففرص التغيير ضعيفة جدا


 لقد مر على هذا الشعب الكثير من الاحداث التى كانت من الممكن ان تكون شرارة العصيان و لكن لا حياة لمن تنادى طالما واكلين كويس و نايميين فى بيتنا على سريرنا خلاص

مفيش مشاكل على الاطلاق...اهو نكتبلنا كام حاجة كده على الفيسبوك على كام صورة بروفايل , على الدخول فى كام جروب للتنديد و الشجب و الشتيمة

االه اعلم بقى...هل ده لنثبت لانفسنا اننا احياء..ام للمنظرة و اهو كل واحد عامل نفسه السياسى المخضرم صاحب الاراء السديدة التى لا ترد او ان انا كده عملت اللى عليا و الباقى على الناس...و مع الاسف كلنا هذا الرجل

و نتمنى للشعب التونسى   ان ينال حريته كاملة و اتمنى فى القريب العاجل ان تخمد الامور و تتوازن و تنطفىء شعلة العنف و التدمير و يجدوا من يحكمهم بالعدل و يرتضونه حاكما لهم و ان يرفع الله الغمة عن مصر قريبا

و فى النهاية يجب ان ننظر الى الجانب المضىء و هو
ان المقولة الشهيرة التى تقول ان العرب اتفقوا على الا يتفقوا اصبح ليس لها وجود ...فقد اتفق العرب على البنزين



حل بديل للبنزين..مريح و رخيص