coffee

coffee

Saturday, August 11, 2012

وصايا موسى.....و آلام المسيح ...و دموع محمد

     



Photo by : Marwa Abbass 














  ......مشهد عبثى...يدور فى رأسى التى اصابها العطب
لم انم لمدة يومين متواصلين , و احاول جاهدة ان اغفو و لو قليلا , 
و ماتزال الافكار تتوافد الى عقلى المتعب من اوجاع الحياة الدنيا
.....و مما اشاهده من حولى من افعال لا تليق الا بحياة دونية فانية من كائنات عليا سُمِّوا بخلفاء الله على الارض

حروب و دمار
قتل و دماء فى كل مكان
ظلم و فقر و قهر

فقررت ان اسند  رأسى الى ظهر السرير و اشرد بذهنى قليلا لارى مشهدا غريبا بالنسبة لى و طالما حاولت تخيله

المشهد مازال يتبلور امام عينى , يتخلله مجموعة من الافكار الوجودية العابرة عن من سُمِّوا بالخلفاء.....

    .....الرؤية الان اوضح
انه مشهد يدور فى اعالى السموات....على جانبى عرش الرحمن 

على يساره, جلس موسى عليه السلام و بيده الواحه المحفوظة......يراجع الوصايا العشر, ويقرأها واحدة تلو الاخرى مرارا و تكرارا

: و لسان حاله يقول
نعم انها هى الوصايا..........ها هم العشرة اللاتى اوصيت بهن

فماذا حدث ؟؟؟؟
اهو سوء تبليغ منى و تقصير ام هو عناد و عدم استيعاب ؟؟؟
ام هى الطبيعة البشرية الترابية الجاحدة التى لاتنتهى و لن تنتهى الا بفناء الكون ؟؟؟

    ....اصابتنى الدهشة مما اراه
فحولت نظرى الى يمينه محاولة ان ارى المشهد بطريقة اوضح

و بجانبه على مسافة ليست ببعيدة....جلس المسيح عيسى عليه السلام يتالم فى صمت
انها الآم جديدة يبذلها من اجل البشر...و لكن هذه المرة فى صمت ووحدة , يعانى ما وصل اليه حالهم و حال عالمهم اليوم

 : و لسان حاله يقول
الم اقل لهم احبوا اعداءكم ؟
الم اوصيهم بالمحبة و السلام ؟
الم اقل لهم ان يسيروا على خطاي ؟

فماذا حدث ؟؟؟؟
اهو سوء تبليغ منى و تقصير ام هو عناد و عدم استيعاب ؟؟؟
ام هى الطبيعة البشرية الترابية الجاحدة التى لاتنتهى و لن تنتهى الا بفناء الكون ؟؟؟

اغرورقت عيناى من هيبة المشهد و انا ارى انبياء الله يعانون بسببنا نحن البشر...يا ويلنا , ماذا فعلنا ؟؟؟


و شردت بنظرى قليلا جهة اليمين , لاجد محمدا (ص) جالسا يبكى حزينا
فى هذه اللحظة قررت الدموع ان تغادر عينى بغزارة....
رسول الله حزينا مهموما و عيناه تملئها الدموع لما وصل اليه حالنا من تخبط و انحطاط

 : و لسان حاله يقول 
الم اوصيهم بكتاب الله و سنتى كى لا يضلوا ؟
الم اوصيهم باقامة العدل ؟
الم اقل لهم تراحموا ؟
الم اوصيهم بافشاء السلام بينهم ؟
الم اعلمهم الفضيلة كيف تكون ؟

فماذا حدث ؟؟؟؟
اهو سوء تبليغ منى و تقصير ام هو عناد و عدم استيعاب ؟؟؟
ام هى الطبيعة البشرية الترابية الجاحدة التى لاتنتهى و لن تنتهى الا بفناء الكون ؟؟؟


هالنى المنظر...ماذا فعلنا....؟؟؟
يا ويلنا...يا ويلنا

بدات اصب لعناتى على جنسى البشرى و لم ارى جبريل عليه السلام الذى جلس من ورائهم ينظر اليهم بحزن مع القاء بعض النظرات المستنكرة الى كوكبنا العامر
فهو من حين الى اخر يرمى بنظرات خاطفة الى مشاهد تناحر البشر التى تاذى مشاعره الملائكية الرقيقة...فلا يطيقها 

: ولسان حاله يقول
انهم هم من قبلوا حمل الامانة
لماذا قبلوا...لقد رفضناها نحن الملائكة و رفضتها الجبال و السموات و قبلوها هم لجهلهم بعظمتها
حقا ..ان الانسان لظلوما جهولا

مروة...مروة
ياتى صوت اختى الصغرى ليقطع انسياب شريط هذا المشهد التخيلى الذى لم يترك مخيلتى طوال اليوم و الذى حاولت ان افرغ عن طريقه طاقة الغضب مما اراه حولى و اعجز عن تغييره
.......انه العبث عندما يتمكن من العقل