coffee

coffee

Thursday, March 3, 2011

المصرى يقعد مايقفش







 برغم الاصابة اللى فى كتفى و الاجهاد اللى انا فيه دلوقتى ..الا انى حبيت اشرككم فى موقف صغير حصل معايا من اربعة ايام و انا مسافرة

الموقف اللى حصل معايا خلانى احس قد ايه المصرى دلوقتى صورته قدام العالم كله اتغيرت...بقى بطل مغوار ,الكل يحب يكرمه و يستلهم منه القو ة و الصمود

انا كان نفسى تجيلى فرصة السفر فى خلال الظروف الحالية عشان اشوف ازاى الغرب هيعاملنا و الناس عاما شايفانا ازاى

من اسبوع بالظبط, سافرت الى دولة المغرب العربى الشقيق و انتهزت الفرصة بما اننى بحب تسلق الجبال فاكيد مقدرتش اضيع الفرصة دى و اخدت القرار بتسلق اعى قمة فى الوطن العربى و الشرق الاوسط و اهداءها الى مصر فى تصور منى ان ده ممكن يرجع لمصر و لو افتراضيا روح الريادة العربية مرة اخرى بعد ما مبارك خلاها فى الارض و خلى صورتنا قدام العرب صورة الخونة
و فعلا الوقوف على اعلى نقطة فى الوطن العربى و رفع العلم هناك خلانى احس بالفخر و ان روحى حرة برغم اننى بعيدة عن بلادى بس علمها فى ايدى فوق اعلى قمة

القصة باختصار اننى فى اليوم التانى للتسلق و قبل ما ابدا الرحلة للقمة من مكان المبيت على الجبل فى الملجا المبنى على ارتفاع حوالى 3000 متر,حصللى حادث صغير ادى الى خلع كتفى و اصابتى باعياء شديد
و لكن برغم ده قررت استكمال التسلق عشان كان فى بالى دايما ان ده لمصر  و باسم مصر قدام كل الجنسيات اللى كان موجودة معايا و عارفين اننى مصرية و ان ده اهداء لبلدى..و برغم ان المشوار مع الاصابة كان متعب و مؤلم جدا و لكن فى كل خطوة كنت بفكر فيها اننى ارجع من الالم كنت بفكر نفسى ببلدى و ان ده اهداء صغير جدا ليها

و كان فيه ناس من جميع الجنسيات بيتسلقوا معايا و لما كانوا بيشوفونى و انا بتسلق بايد واحدة ,و ده فى العادى صعب و مع وجود الثلج بيبقى خطر جدا و الواحد بيبقى نفسه يستلف دراع تانى و رجلين تانية تسنده...كانوا كلهم بيسالوا مين دى و ازاى تعمل كده منهم اللى كان شايف ان دى شجاعة منى و منهم اللى شاف اننى مجنونة و هدفع ثمن ده بعدين
بس كنت دايما بجاوب لما حد يسالنى ازاى تقدرى تعملى كده و اقول: انا مصرية و اقدر اعمل اى حاجة

و بعد الحمد لله ما قدرت اوصل للقمة و رفع العلم هناك...بدات رحلة النزول اللى فى الطبيعى بتبقى اصعب بكتير من الصعود و اللى مع الاصابة كانت فى غاية الالم ..و قدرت بعد ساعات طويلة من الوصول للملجا تانى و دخلت جوه عشان استريح و اشوف حل لدراعى و طبعا كان امكانية وصولى للمستشفى مستحيلة بسبب الظلام و عدم وجود وسيلة للنزول للقرية اسفل الجبل
فاضطريت ابات الليلة دى فى الملجا ...و من وقت دخولى كان كل الناس بتبصللى و تسالنى مالك و ايه اللى حصل و لو كنت محتاجة حاجة و ازاى يقدروا يساعدونى من غير ما يعرفوا انا مين و لا جنسيتى ايه

و بعد حوالى ساعيتن من الرجوع كان الالم غير محتمل و كان  كتير بيحاولوا يشوفولى حل عشان اقدر انام و محسش بالالم
و انا فى غرفة الطعام و الشاى.....كان فيه راجل كبير فى السن , فى السبعينات من عمره ,لما شافنى فى الحالة دى قعد يتكلم معايا و عرفنى بنفسه و ان اسمه مسيو بيير من فرنسا و قعد يدينى نصايح و و عدنى انه يجيبللى مسكنات و ادوية و سكت شوية
و فى الوقت ده كان المغاربة االى بيشتغله هناك كمرشدين بيسالونى عن مصر و اخبارها و طلبوا منى اشرحلهم الوضع هناك ايه

و فجاة لقيت مسيو بيير عينه فنجلت و قطع كلامنا و راح سالنى : انتى جنسيتك ايه؟
فرديت : انا مصرية
فلقيت الراجل هلل بصوت عالى : معقول مصرية...ياااااه مصر العظيمة
و قام من مكانه بسرعة و راح جايبلى كرسى و قاللى : انتى مصرية... عظيمة من بلد عظيمة يبقى تقعدى و متقفيش و عادها تانى : انتى تقعدى و متقفيش
و  و راح مقعدنى و قالى: اقعدى و كونى فخورة بنفسك و ببلدك ....و ارجوكى طمنينى على مصر و احكيلى عنها ,انا بحبها اوى انا و عيلتى و قام بسرعة جابلى كل الادوية اللى عنده و اداهالى و مسبنيش غير لما اطمن عليا

حاسيت ساعتها بالفخر و السعادة و حز فى نفسى ازاى راجل عجوز يقوم و يجيبلى كرسى بنفسه مع ان المفروض العكس...و كل ده عشان انا مصرية من بلد الثوار.......و قد ايه الناس فى العالم كله بتقدرنا دلوقتى و شايفنا كبار اوى

قد ايه فعلا الواحد كان مقصر فى حق البلد دى و فى حق نفسه و كرامته...البلد دى ماتستهلش مننا غير كل خير لانها عظيمة زى ما كانت و هتفضل ان شاء الله كده علطول

دلوقتى الكل بيحترمك و يقدرك يا مصرى...خليك قد المسئولية ...الحرية تمنها كبير اوى و الحفاظ عليها صعب و محتاج شغل كتير

ربنا يحفظ مصر من كل شر و يخليها بسواعد ولادها دايما فى الاعالى