أحيانا.....
يأتى على الانسان الوقت يشعر فيه بعدم
الاستقرار العقلى ,
يفقد بوصلته للتواؤم مع الواقع من حوله ,
يشعر أن الدنيا تتهاوى فوق رأسه , و أن كل المشاكل و الاحداث تلاحق كل خلية فى جسده
يشعر أن هناك فجوة سحيقة بداخل روحه يتسلق اللون
الاسود داخلها حتى يصل إلى السطح و يصبغ كل شىء من روح ووجه و أحاسيس
عندها يجب على الانسان أن يقف من نفسه موقف الجد و يسأل
نفسه بعض الاسئلة ...:
ماذا أريد من الحياة........؟؟؟؟
هل أستطيع أن اتحمل و أكمل بهذه الطريقة و أفقد نفسى إلى
الابد ؟؟؟
أم يجب على التقهقر و لو للحظات ...؟؟؟
حاولت خلال ثلاثة أيام أن أنسحب من مشهد الحياة اليومية
و أمضى مع نفسى بعض الوقت و مع الاسف هو ليس بكافى للخروج من جو المشاكل الخانق و
الواقع المربك الذى يصيب بالاكتئاب
و لكن على الاقل كان الوقت كافيا لاسأل نفسى بعض الاسئلة
و أعيد ترتيب بعض اوراقى
حاولت أن أؤنس نفسى و أعتذر لها فقد نسيتها فى الفترة
الماضية و نسيتنى
بل فلت زمامها و قررت أن تتمرد على تعاليمى و أوامرى لها
و تقذف بعرض الحائط كل ما بذلته من أجلها و بدأت تنخرط فى الواقع المحيط و تنجذب
اليه و تحاكيه
لذلك وجب على أمسك بزمام الامور مرة اخرى و أن اشد على
طرف الحبل
حاولت فى اليوم الاول أن اقضى مع نفسى بعض الوقت فى غير
المألوف بالنسبة لى ,
ذهبت للتبضع وحدى....
ذهبت إلى السينما وحدى لاشاهد فيلما مع الاسف زاد من
قرفى
و عملت جاهدة على عدم تحطيم رأس كل من جلس حولى و قرر أن
يتمتم بكلام عقيم و لا يصمت و يفسد على متعة المشاهدة و يزيد على ذلك بعض من ضوضاء أكل الفشار و الفم مفتوح على مصراعيه
فما كان على الا أن أبحث عن مكان فى القاعة ليس به بشر
كى اكبح زمام أعصابى المنفلتة
فى اليوم الثانى ...
قررت أن أقضى معظمه فى تثقيف نفسى ومشاهدة بعض الافلام
الوثائقية و الافلام الهوليوودية التى أحبها
و لا يمنع أن من حين الى آخر أن أستمع الى مقطوعة موسيقية
مريحة مع ابتسامة بلهاء و النظر الى السماء بلا داعى أو هدف
فى اليوم الثالث....
كان يوما عصيبا حيث توالت الاخبار السيئة و حاولت أن أتجاهلها و أقضى آخر يوم لى فى الوحدة فى سلام
لا يمنع هذا إننى حاولت جاهدة الا أقتل فتاة عبر الهاتف حاولت أن
تستظرف مع على عندما إتصلت بمطعم كى أطلب وجبة سريعة من الفراخ المشوية لاول مرة
انا : آلو...." طازة "......؟؟؟...مع ضجيج
رهيب فى الخلفية جعلنى غير قادرة على سماع الرد
الفتاة : همهمهم
أنا : طازة ...؟؟
الفتاة : أأأأه و ربنا
أنا : جرررررر
أشتمها و لا ماشتمهاش
يلا المسامح كريم إمسكى إعصابك يا مروة
أنا : عايزة فرخة مشوية لو سمحتى
الفتاة : ماشى و إيه تانى
أنا : لا شكرا و لا حاجة
الفتاة : أيوة يعنى إيه تانى
أنا : يا ستى
شكرا بس كده...هوة بييجى معاه سلطة ...؟؟
الفتاة : أيوة.....
أنا : اوكى ..تمام كده
الفتاة : يعنى إنتى عايزة سلطة ايه طيب قولى
انا : مش عايزة حاجة زيادة...الفراخ بس
الفتاة : لا قولى...عايزة سلطة ايه
أنا : يا ستى انا مش عايزة سلطة ابعتيلى الفراخ و بس
جرررر
و انتهى اليوم الثالث على خير
-------------------------------
و كان لا بد من إستخلاص النتائج من رحلة الثلاثة أيام
و هذا ما توصلت إليه...:
الواقع أننا إستنزفنا أنفسنا كثيرا محاولين تغيير الواقع و مع الاسف الواقع شىء و الحقيقة شىء آخر......و الحقيقة لا نعلمها
و حاولنا إقناع أنفسنا بأن هذا ما نريده...و نسينا أنفسنا و أقحمناها فيما لا تتحمله و لاتطيقه بل شوهناها أكثر
فى النهاية أصبح إيمانى بان العالم المادى فى طريقه الى
السقوط ان آجلا او عاجلا إيمانا لا شك فيه
فهذا العالم المادى المتسلط عديم الروح و الاخلاق و
الملامح الذى خلقناه بأيدينا وإنزلقنا
اليه......هو فان فان فان
و سيعود الانسان
و يبحث عن ذاته و أصله و يحاول جاهدا أن يجرب كل ما فاته من متع الحياة
البدائية بعد أن يكون قد فقد كل ما منحه خالقه من سكينة و و عقل و ذات
باحثا عن السلام النفسى الذى فقده وسط آليات العالم
الجديد
سأحاول جاهدة أن أنقذ ما تبقى من إنسانيتى و التى أبذل
مجهودا يوميا فى الحفاظ عليها وسط هذا الكم من العفن و القذارة اليومية
و وضع روزنامة تطبق يوميا لمنع نفسى من الانزلاق إلى بئر الحقارة و تحقق بعضا من السلام و الاستقرار النفسى
و وضع روزنامة تطبق يوميا لمنع نفسى من الانزلاق إلى بئر الحقارة و تحقق بعضا من السلام و الاستقرار النفسى
No comments:
Post a Comment