....أعتقد انها المرة الاولى
التى اكتب فيها اليكى و أنتى بعيدة عنى
نعم المرة الاولى التى
سوف اذكر فيها كيف ضحيتى من اجلى و من اجل اختى و ابى
كيف كنتى انسانة معطاءة
و حنونة الى اقصى الدرجات لدرجة اننى اتمنى ان يكون فى قلبى و لو ذرة من
طيبتك و حنانك
نعم ...بعد مرور كل هذه
السنوات , لانك تستحقين اكثر من ذلك بكثير....و لكن ما عساي ان افعل و كل ما
استطيع فعله هو الدعاء و الكتابة....
لان تاتى على الانسان
اوقات فى حياته ليكتشف انه مهما فعل....فان ما ذهب لن ياتى ابدا مرة اخرى
و مهما حاول ان يفعل...لن
يصل لشىء
انها اللحظة التى يرحل
فيها اغلى الناس عن حياتنا........ولا نستطيع ارجاعهم مرة اخرى
لم تكن يوما حياتك سهلة
و لا اذكر يوم رايتك فيه سعيدة .....اللهم الا ان ناتى بفعل يجعلك فخورة بنا
أذكر تلك الاوقات التى حبستى فيها ألامك حتى لا نجزع فيقضى
ذلك على مستقبلنا
أذكر عندما كنتى فى قمة ألمك وتعبك و كنتى
تتعمدين الابتسامة لتهونى علينا رؤيتك تتالمين
أذكر اوقات امتحاناتى.....كنتى دائما عون لى حتى ولو بتقديم
كوب من الشاى ليعيننى على التركيز و انتى لا
تستطيعين حتى الوقوف
أذكر عندما كنتى
تشاهديننى من شرفة منزلنا بالعجمى و انا الهو بدراجتى...لان هذا كان اقصى ما
تستطيعين فعله.....و هو ان تلوحى لى من فوق....و كان هذا هو المصير من البداية ان تظلى
دائما اعلى منى و كل ما استطيع فعله هو النظر لاعلى لرؤيتك او الدعاء لكى
أذكر عندما ضحيت بحياتك حتى تظلى بجانبنا انا وأختى وقت
امتحاناتنا و تركتى الاورام تلتهم جسدك الضعيف
أذكر عندما كنت طفلة صغيرة فى الحضانة لا اتعدى الخامسة من
عمرى و كنتى طريحة الفراش بعد عملية جراحية فاشلة قضت على المتبقى من صحتك و جمالك
و كانت اول حفلة عيد ام
اشارك بها فى المدرسة.....
و كنت حزينة يومها لانك
لن تاتى او اراك لتسمعينى و انا اغنى لكى
و اتذكر جيدا رغم مرور
كل هذه السنوات و عينى مدمعة وانا على المسرح و بجانبى زميلاتى و كل منهن تجلس لها ام فى الصفوف الاولى تلوح وتبعث بالقبلات
لن انسى ابدا ابدا فرحتى كطفلة يومها
عندما قررتى ان تتحدى آلامك و تقفى على قدميك حتى لا يؤثر ذلك فى نفسيتى , و
دخلتى القاعة متاخرة و ابتسمتى لى و ابتسمت لك عندما شاهدتك و انتى تجلسين فى اخر
صف حتى لا يراكى احد
و كنتى محرجة لانكى
تبدين متعبة و لم يتعود الناس على رؤيتك هكذا فقد تعود الكل على رؤيتك بكامل
اناقتك و جمالك
و ظللتى تتالمين و برغم
ذلك لم تتركينى يومها او اى يوم , حتى بعد موتك كنتى معى فى احلامى
كنتى سندى و عونى ولو
بالنصيحة
انتى من من كنتى تدمعين
لرؤيتى اتألم
انتى من كان يشعر بما فى
قلبى دون ان اتكلم او ابوح به
لن انسى ابدا ابتسامتك
لن انسى ابدا نصائحك لى
و لن انسى ابدا رؤية روحك و هى تسلم لبارئها فى سلام و انا اقف عاجزة امام مشهد يشيب له الولدان
و لن انسى ابدا رؤية روحك و هى تسلم لبارئها فى سلام و انا اقف عاجزة امام مشهد يشيب له الولدان
و لم استطع الا ان اظل اكرر انشودة "امى"
داخل رأسى و انا احملك وقتها
كل ما اتمناه ان تكونى
فى احسن حال....فلم تكن الدنيا بمكان مريح لك و لم تكن يوما بمنصفة